بات ميد ويند، أكبر مشروع مزرعة رياح بحرية عائمة في البحر الأبيض المتوسط، والذي سيتم بناؤه على بعد 80 كيلومترًا من ساحل صقلية، قبالة ساحل تراباني.
والخطوة تعد نموذج في استراتيجيات التنمية لانتقال عادل للطاقة في إيطاليا.
وسمحت الخريطة ثلاثية الأبعاد، التي تم تطويرها من خلال تحقيقات قياس الأعماق، للتخطيط بعناية فائقة لموقع التوربينات وبالتالي ضمان حماية البيئة المحيطة.
وبفضل التكنولوجيا “العائمة” المبتكرة، لا يتطلب تركيب هياكل طاقة الرياح الحفر في قاع البحر، بل يستخدم نظام إرساء.
وجرى تقديم بيانات من دراسة الأثر البيئي، في حدث ميد ويند: الاستدامة البيئية والمجتمعات المحلية والحكم التشاركي”، الذي روجت له مؤسسة توني فيردي وانتون و دوهرون و رينيكسيا، والذي أقيم اليوم في روما بجامعة لويس والبث المباشر على راديو راديكالي.
ومن الشركاء الإعلاميون: وكالة إيطاليا برس و كانالي انرجيا و اوبرا 2030 و اسكا نيوز و نيكستوجين و تيلي امبينتي.
من جانبه، قال ألفونسو بيكورارو سكانيو، رئيس مؤسسة اوني فيردي، إن التحولات البيئية والرقمية تمثل أولوية مطلقة لمعالجة أزمة المناخ والتغلب على الوقود الأحفوري والسعي لتحقيق هدف استقلال الطاقة في إيطاليا.
وأكد أن النشر الدقيق والمستدام لطاقة الرياح البحرية يمكن أن يجمع بين الحاجة إلى بناء محطات في البحر، بعيدًا عن السواحل، واغتنام الفرصة لإنشاء مناطق محمية في تلك المناطق التي تدعم إعادة توطين الموائل واستعادتها، والحفاظ على الموارد البيولوجية البحرية، بهدف احترام التنوع البيولوجي.
وشدد على ضرورة أن يكون بناء مزرعة الرياح البحرية العائمة هذه قد سبقه التحقق العلمي الدقيق، الذي أكده باحثو أنطون دورن.
من جانبه، تحدث ريكاردو توتو، المدير العام لشركة رينيكسيا، عن دراسة الأثر البيئي لمشروع ميد ويند.
وقال إنه بالنسبة لشركة رينيكسيا، كان إجمالي الاستثمار حوالي 42 مليون يورو، وهو أحد أهم الاستثمارات على الإطلاق في هذا المجال.
وأكد على ضرورة وضع أسس متينة لإنشاء مجمع بقدرة 3 جيجاواط مثل ميد ويند والذي سيضمن 3% من احتياجات الطاقة الوطنية، وتجنب ملايين الأطنان من الانبعاثات التي تغير المناخ.
وأشار إلى التأثيرات الإيجابية أيضًا من وجهة نظر صناعية، مع إمكانية بدء سلسلة توريد صناعية وطنية متخصصة في طاقة الرياح، تستهدف أيضًا الأسواق الدولية.
بدوره، قال جيلبرتو بيكيتو فراتين، وزير البيئة وأمن الطاقة الإيطالي، إن طاقة الرياح البحرية هي أحد خطوط الإنتاج الرئيسية، بما في ذلك كميات كبيرة من الطاقة، لبلد مغمور في البحر الأبيض المتوسط به مناطق ذات رياح قوية.
وأشار إلى أن تخطيط سيناريو لعام 2040 يعهد إلى هذه التكنولوجيا بدور أساسي في الاستجابة للطلب المتزايد على الطاقة.
وشدد الوزير على ضرورة مرافقة مسار هذه التقنيات المتطورة، والتي يمكنها أيضًا تهيئة الظروف للحماية الكاملة للمناطق البحرية والتنوع البيولوجي في البلاد.
وأكد على ضرورة الجمع بين الابتكار والاستدامة، والجمع بين حماية التنوع البيولوجي وتطوير مصادر الطاقة المتجددة.
من جانبه، أكد جايتانو أرماو، رئيس اللجنة الفنية المتخصصة للتراخيص البيئية لمنطقة صقلية، على أهمية “التركيز على طاقة الرياح البحرية العائمة كفرصة لتخفيف الضغط على البر الرئيسي، وتوفير فواتير الطاقة لصالح المواطنين والسماح لصقلية بأن تصبح بشكل متزايد مركز الطاقة المتجددة في البحر الأبيض المتوسط.
ومن خلال تنفيذ المشروع الرائد، الذي يتضمن استثمارًا إجماليًا يبلغ حوالي 9.3 مليار يورو مع خلق آلاف فرص العمل الجديدة، العديد منها متخصصة للغاية، طوال عمر المصنع، اعتمدت رينكسيا نموذجًا يعتمد على الشمول والحوار مع المجتمعات المحلية.