بعد هجمات 7 أكتوبر الماضي، لن يكون القتال ضد حركة حماس الفلسطينية عسكرياً فحسب، بل مالياً أيضاً، لأن إسرائيل قررت قطع مصادر تمويلها.
واعتبر عوزي شايع، المسؤول الكبير السابق في جهاز المخابرات الشاباك الموساد الإسرائيلي، أنه من أجل محاربة الإرهاب، يجب القيام بما فعله جيوفاني فالكوني مع المافيا، والبحث عن عنصر المال.
ويعد شايل أحد الخبراء الذين أعادوا، نيابة عن حكومة القدس، خلال عشرين عاما من العمل، بناء مسار التمويل الذي يغذي حماس.
وقال في مقابلة اليوم مع بعض الصحفيين الإيطاليين، قال شايع إن حماس لديها ميزانية سنوية تقدر بـ 1.5 مليار دولار، ويأتي جزء كبير من هذا المبلغ من قطر وإيران، وهما الممولان الرئيسيان للجماعة.
وأضاف أن دور المنظمات غير الحكومية التي تجمع الأموال للقضية الفلسطينية مهم، ويمر جزء منه عبر إيطاليا، حيث يلعب محمد حنون دورا مركزيا، من خلال منظمته غير الربحية Abspp، “جمعية خيرية للتضامن مع الشعب الفلسطيني”، وفقاً لوكالة إيطاليا برس للأنباء.
كما تتزايد أعمال الشركات المرتبطة بحماس، والتي تم تأسيس معظمها في تركيا. ومن رجال الأعمال الصاعدين نجل موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي للجماعة.
وقال شايع إن الدول الغربية قامت بفصل ما بين “الذراع العسكري” و”الذراع المدني” للمنظمة الإرهابية. وبما أن الذراع المدني كان معنيًا بشكل أساسي بالتعليم والمساعدة الاجتماعية، فقد بدا أن كل شيء على ما يرام.
وأشار إلى أنه بعد موافقة إسرائيل، قامت قطر بتمويل حماس رسميًا كل عام بحوالي 360 مليون دولار، مضيفاً: في البداية سمحنا لهذه الأموال بالوصول إلى غزة في حقائب، ثم جاءت الأموال عبر الأمم المتحدة عبر القنوات المصرفية.
كما أوضح شايع أن النظام المالي لحزب الله اللبناني يشكل مصدر قلق أكبر للسلطات الإسرائيلية من النظام المالي لحماس، لأنه أكبر بكثير من النظام المالي للجماعة الفلسطينية.
وأضاف أن محور هذا النظام هو مؤسسة خيرية تعمل بشكل فعال كبنك حقيقي يسمى جمعية القرض الحسن. وإلى جانب نظام سويفت، فهو يعمل كمصرف متكامل في لبنان يضم أكثر من 20 فرعاً وأجهزة صراف آلي وخدمات تمويلية أخرى.
وكشف شايع عن التمكن من اكتشاف قوة هذه المؤسسة في عام 2020 بفضل هجوم قرصنة سمح بنشر العديد من الوثائق المصرفية، بما في ذلك أسماء أصحاب الحسابات، بما في ذلك بعض الإيطاليين، والحسابات الـ 80 المرتبطة بتشكيلات إرهابية.
